#تفريغ_تحذير_أهل_الثبات_من_أهم_المنهيات
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الزعكري حفظه الله.
📢 مسجد الصحابة – بالغيضة – المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓الأحد 25 / رمضان / 1444 هجرية
📚 تحذير أهل الثبات من أهم المنهيات
🎙 النهي 19 عن ( قيل وقال )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله ألا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبدهُ ورسوله ﷺ تسليمًا كثيرًا:
ومما نهى عنهُ رسول الله ﷺ «قيل وقال» أي: الكلام الذي يقوم على تناقل كلام الناس بغير تثبتِ ولغير ما مقصد شرعي، وهذا الأمر الذي نهى عنهُ رسولنا ﷺ قد فشى بين الناس جدا.
فتجد أن أغلب كلامهم “قيل كذا وقال كذا” بما لا يجوز لهم التكلم به، وبما لم يثبت أصلًا في والحديث: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» بما هو من الصدق أو الكذب بدون تثبتٍ.
وأيضًا القيل والقال النهي عن إضاعة الأوقات في الكلام الذي لا يعود على صاحبهِ بنفعٍ ديني أو دنيوي لا يتعارض مع دينه فربما تجد بعض الناس يجلس المجالس الكثيرة لا سيما أصحاب القات ومجالس الزور يتحدثون ويهرفون بما لا يعرفون وبما لم يتثبتوا منه فيحصل الضرر عليهم في دينهم ودنياهم، وقد أخبر النبي ﷺ: «أن النَّاسَ يَكُبُّ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ»، وأخبر النبي ﷺ أن أكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج، فعلى الأنسان أن يراقب الله عز وجل في لسانه، وأن يلتزم الهدي النبوي والطريق الشرعي.
وقد تكلم النووي رحمهُ الله في كتابهِ “الأذكار” بكلام النفيس كلنا بحاجة إليه ملخصه أن الكلام إذا كان من المأمور به شرعًا وقدرًا فيؤتى به، والكلام الحرام من غيبةٍ ونميمةٍ وكذبٍ وبهت تتنزه عنه، والكلام المباح يقلل منه إلا للحاجة، هذا في المباح فما بالك فيما يتعاطاه الناس الآن فقد تحقق ما نهى عنهُ رسول الله ﷺ “القيل والقال”.
قل إن تجد المتثبتين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (٦)}.
بسبب القيل والقال تنتهك الأعراض، بسبب القيل والقال تحصل الفتن الكثيرة من تنافرٌ و تباغضٌ وتقاطعٌ و تدابرٌ، بسبب القيل والقال يتعلم الأخلاق سيئة والأخلاق القبيحة، بسبب القيل والقال تهدر الأوقات الكثيرات التي ينبغي أن تستغل في طاعة الله سبحانه وتعالى، بسبب القيل قال قل العلم وكثر الجهل، أما لو تثبت وأخذ بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ وتكلم بالعلم والذكر فهذا ليس من القيل والقال المذموم، إنما هو المأخوذ من كلام الناس وتناقل الناس.
وقد قص النبي ﷺ ولعائشة رضي الله عنها شأن الاحدى عشر امرأة التي اجتمعت في مجلسٌ وقالت: كل واحدة للأخرى كلٌ تتكلم بما في زوجها فجعلت كل واحدة تذم الزوج وتأتي بمساوئه وتتكلم بما فيه وربما ما ليس فيه إلى غير ذلك ولم توفق منه تلك الإحدى عشر امرأة إلا واحدة وهي أم زرع التي أثنت على زوجها بخير ثناء ثم قال النبي ﷺ: «لعائشة أنا لك كأبي زرع لأم زرع».
فالشاهد إن أغلب كلام الناس أصلًا غير نافع لهم، بل مما تزيد به الأوزار ومما تضيق به الصدور، رُبَّ رجل قام من نومه منشرح الصدر فيجد آخر يواجهه بالقيل والقال فيضيق صدره، رُبَّ رجل كان على حالة من السكينة والهدوء فيجد القيل والقال فينطلق منه الغضب وربما حصلت منه الأفعال الغير مرضية والغير السوية.
والشاهد أن هذا الباب ما أغلقه رسول الله ﷺ إلا لعظيم ضرره ولشدة خطره، فلو استقام الناس على الأمر النبوي، وتركوا القيل والقال صلحت الأحوال، والله المستعان والحمد لله رب العالمين.
